أتهام النفس ومعاتبتها من أبرز سمات المؤمنين .قال تعالى: ( وبالاسحار هم يستغفرون ) فالمؤمنين مع تهجدهم ينزلون أنفسهم فى الاسحار منزله العاصين , فيستغفرون استصغارا لقدرهم واستحقارا لفعلهم.
قال تعالى: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجله )فهم يخلصون فى الطاعات من غير تقصير ثم يخافون , ويلاحظون أحوالهم بعين الاستصغار والاستحقار ويخافون بغتات التقدير.
يتجنب الآثام ثم يخافها فكأنما حسناته آثام
لاشك ان الاخبات والخشوع والانابه والمعاتبه كلها عبادات قلبيه لا يطلع عليها أحد الا الله ولا يعلم ثقلها الا هو سبحلنه ولعل مثقال ذره منها ترجح أمثال الجبال .لذا قال الزاهد يحى بن معاذ : كم من مستغفر ممقوت وساكت محروم ,هذا أستغفر الله وقلبه فاجر , وهذا سكت وقلبه ذاكر.
ان طاعه الله تعالى انما يتذوق حلاوتها من أنصرف اليها بالكليه ,فاذا التفت القلب الى الغير تشتت وضاعت اللذه .
اردناكم صرفا فلما مزجتم بعدتم بقدر التفاتكـــــــم عنا
وقلنا لكم لا تسكنوا لقلب غيرنا فاسكنتم الاغيار ما انتم منا
يقول يحى بن معاذ : كل من ادعى درجه سقط منها...اذن من ادعى انه متواضع فهو متكبر , ومن ادعى أنه صادق فهو كاذب ومن ادعى انه قانع فهو طامع , ومن ادعى انه مستقيم فهو مراوغ.فالمخلص يترك اعماله تتحدث عنه ,فهو اصدق شاهد وابلغ خطيب.والمعجب سلاحه لسانه وعدته بيانه, ولذا فأعماله تفضحه , وريحه تفضحه, وكلامه لو لم يكن الا بكلمه واحده يفضحه..قال تعالى: (ولتعرفنهم بلحن القول )